عرفتُك عابراً
وفي الغوايةِ ماهر والغواية ورد وشوك
وعرفتَني بقيدي الثقيل وعِنْدي الشديد..
أطلقتَ عليّ ذئابَ فكرِك لتنهشَ حُلمي وتتركُه
فتات
أردتَ إمتلاكي لتُضَيعَ أحلامَ اليمام..
حاولتَ قَصَ أجنحتي لتمنعني من الطيران
حاولتَ تفجير آبار الحب في عمقي
لتستنزفَ صبرَ سنينٍ عجزتُ فيها عن التحليق
عالياً..
أردتَ إسقاطَ تفاصيلي لتمحو كل رفضٍ وبصيره
أردتني لوحةً ترسمُها بريشتِك وتلونُها
برماديتِك
لتتركَها جثةً على الجدران..
عرفتك عابراً مسافراً
تسافر بين حلمٍ عاثر وحقيقةٍ عمياء
بين
واقعٍ كاذب وخيالٍ حالم..
تعبرُ الشطآن لتزرعَ في كل وادٍ شجرة تموتُ
عطشاً
وتبني في كل منفى بيتاً تهدمُه الرياح..
عرفتك عابراً ساخراً
تشتتُ كل نبضٍ صادق ببارودةٍ و وردة
تقتنصُ أمل العذارى و فرح الثكالى..
عرفتك عابر غامض واضح
تعبرُ النارَ دون أن تَمسك و تداعبُ الجرحَ
بسؤالٍ لا جواب له...
عرفتك عابر
ستغادر يوماً لإخرى لتسكن جلدك و تنام في عظمك وتكون ظلك..
فما أنا سوى كأس أردتَه بشده لتتركَه فارغاً
من كل البقايا..
فما أنا سوى لعبة جئتَ تكسرها لتعلنَ نصرَك
وتزيد لشرقيتِك وساماً آخر..
عرفتك عاباًر
وطريق العودةِ ليس بعيداً وان كثرتْ عراقيله
فالزمن كالنهر يجري لن يقف أمامك
ولن
يحتملَ جرحاً أخر...
عرفتك عابراً
ماجئتني الا لتعطيني من درسِك فصلاً خاسراً سأكون
فيه أول الناجيات وآخرهن...
منـال عـلان