بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 1 مايو 2015

طفلة الأمس




والتقينا صدفةً بعدما كنا إفترقنا..
بعدما أنهينا كل حرفٍ ومعنى في قاموس الخطايا..
 بعدما أسقطنا كل لحظةٍ من دفاتر الذكرى.. بعدما مسحنا كل ذكرى من كتب الغياب ..
 بعدما تبخرَ كل ودٍ من سماء الحب تاركاً حمق النوايا
صدفةٌ أعادتني لحكايةٍ أُغلقتْ صفحاتُها لتمرَ منصفةً إيايَ في دقائق..
أمعنتَ في ملامحي شغفاً وحدقتَ بعينيَ صمتاً
دمعةُ ضعفٍ لمحتُها بعينيك و أنين كتمته الضلوع  أمام لحظة أيقضتها السنين, بسمةٌ أخفتها شفاك ..عبرتْ محيط الزمن لترسمَ دهشةً على ملامح وجهك.
صدفةٌ ما توقعتُها يوماً نزعتْ أخر ورقة من رزنامة الحكاية لتترك بسمة ساخرة سرعان ما خرقت جدار الصمت:
أعرفتني ...أذكرتني ؟
قد كنتَ لي يوماً حبيبا..
أتذكرُ طفلة الأمس التي أحببتها وصغيرة الماضي التي لفظتها.
أتذكرُ من صنعتَ منها دميةً ورقية تنخزها بدبابيسك العاجية.
أتذكرُ من صلبتها بجرمها المجهول ونعتها بذنبك المسؤول.
أتذكرُ طفلة الأمس التي أبكيتها وجعاً وأستنفذتَ شموعَها في ظلمتِك
وتركتَها تقارعُ جرحَها الدفين لتدفنَ بقايا حلمَها القتيل وغصة في الحلقِ تخنقُها في اليوم ألف مره.
واليوم ياسيدي أبصرتني ,فكيف تراني ..
أمازلتُ طفلةَ الأمس التي أشقيتَها عبثاً
وصغيرتُك التي دخلتك حلماً وغادرتك ندماً
أم حبيبة الأمسِ التي وهبتك أملاً وسلبتها غدراً
ألا تراني إمرأةً أخرى لاتشبهني أم سيدة تملكُ زمام الأمور فلا تعجبك؟؟؟
سنين مضت على عهدك البالي حتى تاه مذبوحاً ما بين النجاح و دهاليز النسيان.
واليوم أراك تبتسم معاتباً وفي عينيك ألف سؤال ضيعه اللسان..
أهو عن حبي لك أم إجابة تخافها مني,
أتظنني مازلتُ على إنتظار؟!
لا ياسيدي هو ماتخافه مني,
أعيشُ اليوم أجمل حكاياتي فأنا الأن أماً وقد صار لي بيتاً عصيا,وزوجاً ليس كمثله إنسياً .
فأمضِ وتأكد بإنك لم تكنْ شيئا سوى سلماً صعدته سريعاً لإسقط  مكسورة الجناح فاقدةً ذِكراك لأعودَ واقفةً على قدامي,
وقد تعلمتُ منك أعظم درس ..
كيف تكونُ نسيًا منسيا؟؟؟
بقلم منال علان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق