بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 13 نوفمبر 2016

بنفسجة الأشرفية

تحت الجدار
خلدتْ للنومِ تحلمُ بغدٍ أجمل ..ترسمُ الوطنَ بأمل بنفسجة يانعة ...تخطُ على الحائطِ خوفها القادم ..تناجي الأفلاك حين راحه ..تضربُ الأخماس جواباً في ليلٍ أعمى وقمرٍ أعلنَ غيابه حين تاه النورُ في حلكةِ المفاجأة... وعندها سقط الجدار ...
سقط الجدار ..وغابتْ "بنفسجةُ الاشرفيةِ "عن حلمِها الأوحد
وواقع تركتُه غامضًا يشكو من حكايةٍ هي الكلُ فيها، والغائب حاضر ..غابتْ لزمنٍ يتراكضُ خلفَ الوعودِ يكتبُ ألفَ تقويمٍ ودمعه ..غابتْ لتخلعَ ماخافتُه يوماً وتلبسَ رداء الآمان ..غابتْ لتلمَ ماتبعثرَ من نجومٍ وتحيكها حلماً لاقرانِها..غابتْ لتزرعَ في واحةِ الحبِّ ألف صفصافة وأمل..
وسقطَ الجدار ... الذي كنتِ تستندين عليه وأمَلُك كمثل الباقيات خيط نجاةٍ ولا نجاة من أمرٍ محتوم..دمدمَ الليلُ أركانه وصرخةٌ مكتومةٌ لاحتْ بالجوار ..وانفجارٌ أودى بكِ وسقطَ الجدار وكان الدوار...رحلتِ كعصفورةٍ لجنةٍ باردةٍ ..تلمُ الشتات وتبعثرُ الضياع..ترجلتِ عن ذاكرةِ الإنكسار لمداراتِ الرفعةِ..تركتِ ظلالكِ تسامرُ الوحدةَ والعمر بكاء..
أي قدرٍ نالك صغيرتي ...وأي وحشٍ التهمكِ ومضى ..
وأي قبرٍ ضمكِ ونام ...
كنتُ معلمتك وكنتِ تلميذتي ..وكنتِ وكنتِ وكنتِ فعلاً ناقصاً صار تامًا بعد رحيلك ..أنتِ الفاعل والمفعول في جملةٍ لابد أن يكون لها محلاً من الاعراب ...صغيرتي ..
عندما يعلنُ الغياب موعده والقطار يطلقُ صافرته لانملكُ الا أن نستسلمَ ..إمضي "سلسبيل" الى عالمك فما عادَ عالمنا يليقُ بكِ وما عادَ عالمنا الا غربالاً يصنفُ الناسَ الى ألوانٍ واشكال وأنت أجملهم ..
كنتِ ومازلتِ "بنفسجةُ الأشرفية "
سحقاً لجدارٍ سيكون ملاذًا لأحدٍ غيرك ...وداعاً "سلسبيل" وداعاً 
صغيرتي...
منال علان
13/11/2016