أحبني قليلاً...
إن قطعتَ خيوطَ الأملِ
صنعتُ جسراً يربطني بك
أجتازُ به دروب الصمتِ
راكبةٍ حصانَ زمني
عابرةً حدائِقَ صدرِكَ
متسللةً لحنايا اوردَتِك
محدثةً فتنة
تقلبُ يمينكَ ليسارِك
تعبثُ بشمالِكَ و جنوبِك
سـادخلُ إليك بفكري السديد
ونبضي العتـيد
لن تَردني منعطفاتُ قلبك
ولن تُرعبني جنودُ قسوتِك
لن تُخيفني أسلحةُ لسانِك
لن تصدني ثورةُ غضبك
سـامضي إليك بلهفتي
التي تسبقُ خطوتـي
وبسمتي التي تسبقُ دمعتي
وانينُ شغفي الذي يسبقُ همستي
جئتُكَ وروحي على كفي
غلفتها برصاصةٍ ذاتيةٍ
تفتِكُ بي إن خذلتني
وتحرقني بك إن أحييتني
جئتُكَ لأقتلعَ جذورَ قسوتك
بلمسةٍ باذخةٍ من جنون عشقي
جئتُكَ لأزرعَ قُبلةً على جبينك
تعيدُكَ عاشقاً من جديد
تحملُ عِبقَ انفاسي وعِطر محبتي
لتُدثرك زفراتُ روحي وحبي السامي
لن تعيقني جبال الصبر
ولا اوديةُ الموتِ
ولا مدنك الغرقى بجثث النساءِ
ولا مقبرة الحيارى
جئتُ احمِلك لأفلاكِ ولهي
أحبني قليــــلاً..
لتتذوقَ حبـي
وتنعمَ بعشقِ ليلى
وفِداء عبلة وبثينة
أحبني قليـــلاً...
خذني إليكَ
بطاعتي وتمردي
بجنوني ووقاري
بشغبي وطغياني
لتدرِكَ هيامي
الذي فاقَ الحدَ واللا حدَ
خذني إليك
لتنتعِشَ الأرض
وتشعرَ بحمرةِ الوردِ
وزرقةِ البحرِ
لتفهمَ لغتي العشتارية
التي تجاوزت أبجديةُ الكلماتِ
وهي ترسمُك
غروبا وشروقاً
قمراً واشجاراً
تَمردْ لواقعٍ نتخطاه معاً
لحقيقةٍ نرسمها بعيداً
عن مساحاتِ الصدِ
وساحاتِ الحربِ
ماجئتك الا لأربحك
وان كنتُ من قتلاكَ أو جرحاك
أحبني قليــــلاً
بل أحبني كثيراً كثيراً كثيراً
منــال عـــلان